حلقات يوميه على اليوتيوب
ملخص
لا نهضة محتملة للعرب السنة في العراق الا بعقل ناهض فقدوه فانهزموا في السنوات الاربعة عشر الماضية بسبب عقلية سائدة قطع الزمان طريقها الى الغد.
فقد شهد المجتمع الدولي تغيّراً غير مسبوق في موازين القوى منذ نهاية الحرب الباردة انعكس اثره لصالح نموذج حكم فيدرالي علماني جديد يتطور بثبات في العراق منذ 1991 وحتى 2017 في ظل نظام دولي شكل ثلاث تحالفات دولية لدعمه من 1991.
ونموذج العراق الجديد ءقف اليوم على ابواب الانتقال للمرحلة رقم ٣ بعد 2017 في طريق نجاحه بعد مراحل 1991-2003 و2003-2017.وقد تشبه مرحلة 2017 في تحولها الاستراتيجي واثرها الايجابي على العرب السنة مرحلة 1991في تحولها واثرها الايجابي على الكورد.
وقد دخل العرب السنة في مرحلة 2003-2017 مخاض عسير اصطدمت في ظل فوضى فاصلته التاريخية بعوامل متعددة ونماذج متنافسة. وسبب ذلك الاصطدام هزيمة تاريخية للعرب السنة بسبب عقليتهم ومنظومتهم السائدة.
وعقليات ومنظومات العرب السنة التي تسببت في هزيمتهم هي عقليات ومنظومات مركزية استبدادية مؤدلجة غير علمية تماهى عندها الديني مع السياسي فجعلها متمردة مؤمنة بالمؤامرة وتعيش في الماضي وتريد ان تهيمن على الواقع فتعجزعن مواجهته فتلجا للعنف.
وسبب عجز العقلية العربية السنية القومية والدينية الاجتماعية والسياسية عن مواجهة واقع عراق اخر لم يالفوه يتجه نحو نموذج حكم علماني فيدرالي انطلق منذ 1991 يعود لبحثها اما عن نموذج حكم ديني مركزي غادرته الاحداث منذ 1920 اونموذج علماني مركزي غادررته الاحداث منذ 2003.
وادى هذا العجز وذلك الاصطدام الى دخول العقلية العربية القومية والدينية في مخاض عسير فشلت فيه (المرجعيات) الدينية والسياسية والاجتماعية للعرب السنة فشلا تاريخيا في احتواء جمهورها الديني والمدني فذهب الجمهور الديني نحو التطرف(القاعدة وداعش) وانقلب الجمهور المدني ضد الطرفين.
ويبدو ان هذا المخاض التاريخي العسير قد نقض عقلية العرب السنة السائدة وهو يتجه بهم نحو ولادة عقلية فاعلة بعيدة عن الاستبداد (والارهاب) الفكري والعملي الذي سيطر عليها عبر الزمن.
وقد واجهت عقليات ومنظومات العرب السنة في هذا المخاض التاريخي خمس عوامل ونماذج مستقلة.وكان عامل القاعدة(وداعش لاحقا) اول تلك العوامل اثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر.ثم كان العامل الاميركي باحتلاله او انسحابه او عودته بعد سقوط الموصل.ثم كان العامل الكوردي والطائفي ثم عامل الدستور والعملية السياسية.
فكيف سيواجه العرب السنة هذه العوامل الخمسة التي لاتزال فاعلة في الساحة العراقية بعد 2017.فالعامل الكوردي يتجه بعد 27 عام للاستفتاء على الاستقلال.والعامل الطائفي لازال اقوى من الدولة. وقد عادت الولايات المتحدة بقوة بعد الانسحاب والسياسات التي ادت الى وجود داعش والقاعدة لاتزال موجودة.
وقد خلصت الدراسة ان مرحلة العراق الثالثة القادمة بعد تحرير الموصل قد تشبه فرصة وتحديات الكورد بعد تحرير الكويت,فان العرب السنة يحتاجون الى اعتراف صريح بهزيمة منظومتهم الفكرية والعملية وثقافتهم السياسية وتفكيك وتركيب عقليتهم ومنظومتهم بصيغة منافسة جديدة.
واساس الصيغة العربية السنية الجديدة المنافسة يتمثل في ادراك العرب السنة للتحولات الاستراتيجية في النظام الدولي الجديد بزعامة الولايات المتحدة الاميركية التي يعايشون دورها الجوهري في بلادهم وجها لوجه منذ 1991.
وان يتحول هذا الادراك الى ارادة تتجسد فكريا وعمليا بعدم مصادمة الواقع الدولي اولا. وثانيا في ربط هوية العرب القومية والدينية بالارض وليس باي عامل فكري او قومي او ديني عابر للحدود فهذا يعد ارهابا.
وثالثا في القبول بالنموذج الفيدرالي العلماني والتحالف مع النظام الدولي في محاربة العوامل العابرة للحدود الوطنية المتمثلة بداعش او المليشيات.ورابعا في الاصرارعلى تنفيذ الدستور وعدم السماح لبغداد بتجاوزه ولهم في نموذج اقليم كوردستان اسوة.
ولن يكون طريق العرب السنة بعد 2017 مفروشا بالورود وان اعترفوا بالهزيمة واعادوا تشكيل عقيلتهم ومنظومتهم.لكن الاعتراف بالهزيمة واعادة تشكيل العقلية والمنظومة كفيل بنقلهم من كونهم لاعب غير قادرعلى المنافسة الى لاعب سياسي قادر ان ينافس في ساحة العراق السياسية المضطربة.
الفصل الاول
نقد العقلية العربية السنية السائدة
انقسم العرب السنة بعد 2003 الى معارضين ومشاركين(2) في طريقة التعامل مع نموذج عراق 2003.ثم انقسم المعارضون والمشاركون الى اقسام بعضها يصارع بعضا بقصد الهيمنة في ظل صراع دولي اقليمي محلي بلا حدود على نموذج حكم عراق 2003(3).
وصراع العرب السنةمع بعضهم البعض حول نموذج الحكم منذ 2003 تعود مرتكزاته الى عقليةعربية مركزية سائدة لم تتغير مذ غادروا نموذج الحكم الراشد في صفين الى نموذج حكم مركزي ملكي ديني مطلق من بني امية والعباس وعثمان مرورا بنموذج حكم علماني مركزي في ظل نظام الدولة الامة بعد 1920 وحتى 2003 (4).
وبينما تغير مفهوم الدولة من ديني مركزي الى علماني مركزي بعد 1920,وتغير من علماني مركزي الى فوضى بعد سقوط نظام صدام مع وجود حجر اساس لنموذج علماني فيدرالي في كوردستان, ظلت العقلية العربية الدينية والقومية تعيش في الماضي وتبحث عن نماذج تجاوزتها الاحداث.
وعليه فجوهر العقل العربي السني السائد هو عقل ماضوي تشكل عبر الزمن من صراعات الفرق العربية بعضها مع بعض. فهو تاريخ “فِرَق” وتاريخ ” طبقات”كما يقول محمد عابد الجابري في كتابه *نقد العقل العربي*.اي هو تاريخ اختلاف وخلاف وصراع وليس تاريخ حوار ومدارس بناءرأي(5).
وعلى هذا الاساس انقسم العرب السنة بعد 2003 الى كتل سنية معارضة وطبقات سنية مشاركة.وانقسمت الطبقات السنية المشاركة من محافظة الانبار السنية في انتخابات 2014 البرلمانية الى 25 كتلة سياسة للتنافس على 9 مقاعد برلمانية.
وهذا دليل ان عقلية الهيمنة على الطرف السني الاخر وليس التحالف معه موجودة على راس اجندة كل مجموعة عربية سياسية او دينية او اجتماعية كما يقول الجابري في نقد العقل العربي(6).
يحصل هذا في وقت أشار فيه ريتشارد أرميتاج نائب ىوزيرالخـارجيةالامريكيةالسابق صراحة بقوله( هناك وضعا أستراتيجيا جديدا في الشرق الاوسط وهو ان امريكا انهت احد حزبي البعث في المنطقة ولم يبق الا حزب واحدهوالبعث السوري)(7).
وهي إشارة لاتخلومن مغزى ويمكن فهمهاعلى أن من أمكنه القضاءعلى بعث العراق يمكنه أيضا القضاءعلى البعث الاخر.وهذا يعني ان البوصلة الدولية تتقدم بثبات لنقض شرق واقامة اخر.
وهذا يعني انه لم يعد النموذج الديني او القومي المركزي العربي صالحا او قادرا على المواجهة في ظل التطورات والظروف الدوليّة التي تتجه نحو نموذج علماني فيدرالي جغرافي انطلق في العراق بعد 1991 في اقليم كوردستان.
كما فتحت احداث ١١-٩-٢٠٠١واعلان الحرب العالمية على الارهاب واحتلال العراق وافغانستان الباب لعالم يختلف عما قبله.
فاعلن وزيرالخارجية الأسبق كولن باول، ان(الولايات المتحـدة سـتأخذعلـى عاتقها تغييرخريطة الشرق الأوسط خلال العشرسنوات القادمة وأن الحرب على العراق هي المفتاح لإحداث تغييرات سياسية في منطقة الشرق الاوسط)(8).
وإذا كانت القاعدة تقول إن “الحكم على الشيء فرع من تصوره(9)” فإن تصور الدولة ونموذج الحكم بعد 2003 قد اختلف وبذلك اختلفت أحكامها.
واصبحت محاولة إسقاط احكام الخلافة التي تعشعش في العقل العربي الديني او احكام القيادة القومية لحزب البعث في العقل العربي القومي ارهاباعابرا للحدود تجب مكافحته(10) بعد زلزال 11-9-2001 واحتلال٢٠٠٣.
وان كان رفض العقل العربي لفرص نموذج حكم عراق 2003 قد تسببت في هزيمة العرب السنة في الاربعة عشر سنة الماضية,فكيف سيواجه العرب السنة فرص وتحديات عراق 2017 بنفس العقلية؟هذا ما ستحاول هذه الدراسة الاجابة عليه.
الفصل الثاني
واقع العرب السنة من 2003 الى 2017
تمهيدا لليوم التالي لداعش يستعد اقليم كوردستان للتصويت على الاستقلال في ايلول القادم(11),في حين تسبب شتات العرب السنة الفكري والعملي دون رؤية واضحة الى شتات رموزهم وجمهورهم ومحافظاتهم.
ومن دلائل فقدان العرب السنة للرؤية ان عامل القاعدة الذي سقطت بيده محافظات العرب السنة بعد تفجيرات سامراء في 2006 قد افشل تجربة المقاومة العربية السنية للعملية السياسية (12)واضطرها للاستعانه بالجيش الاميركي في قتالها في 2007.ثم افشل عامل داعش حراك العرب السنة في 2012 فسقطت محافظاتهم مرة اخرى بداعش(13).
ومن دلائل فقدان الرؤية ايذا ان العامل الطائفي قد افشل كل تجارب المشاركة السياسية للعرب السنة (14)ابتداءا بالتوافق 2006-2010 والعراقية 2010-2014 وانتهاءا باتحاد القوى 2014.
ومن العبث ان يستمر العرب السنة المشاركون في اتون تجربة سياسية رابعة بعد التوافق والعراقية واتحاد القوى في ظل العامل الطائفي او في اتون مقاومة العملية السياسية في ظل عامل القاعدة وداعش التي وضعت بعض اطراف العرب السنة في خانة الارهاب(15).
ودون نقلة عقلية وعملية نوعية تحدث فرقا في واقع العرب السنة فان العامل الطائفي قد يكرر تجربة رابعة فاشلة بعد اتحاد القوى وان داعش اوالقاعدة قد تكرر تجربة ثالثة لداعش بعد القاعدة وداعش.
والنقلة العقلية التي تحدث فرقا في واقع العرب السنة هي في صيغة عربية سنية جديدة تعيد تشكيل عقلية ومنظومة العرب السنة المرهقة بطريقة تمكِّن العرب السنة من تشكيل جسم سياسي يمسك الارض بعد داعش ويرفع يد الحشد الشعبي ويد القاعدة وداعش عنها ويحقق الاستقرار.
ودون هذه الصيغة فان التعويل على اصلاح قد يجري في بغداد يدمج العرب السنة في العملية السياسية قبل مسك الارض او عن انتخابات برلمانية قد تجري في 2018 او التفكير في كتلة عابرة للطائفية دون ضمانات دولية ملموسة فهوضرب من الوهم (16).
وليس لمشاكل العرب السنة من تطرف وخراب وعنف ديني في ظل المعطيات الحالية سوى صيغة حكم محلي(17) دستوري يمكن ان تساعد في منع ظهور داعش ويوفر فرصة لصيغة عربية سنية فكرية وعملية فيدرالية منافسة.
فكلما كان المجتمع مليئاً بالمشاكل كان متطرفا في تدينه وحل مشكلة التطرف الديني يتطلب حل مشاكل المجتمع(18). وحل مشاكل المجتمع تكمن في إصلاح سياسي يفضي إلى إصلاح ديني،لا العكس.
وإصلاح سياسي يعني انتشالها من حقل مشاكل الاستبداد والارهاب والتطرف وإدراجها بنموذج حكم فيدرالي يوفر لها باب لتشارك الحر في إدارة شؤون الدولة ومراقبة السلطات كافة ونقدها ومساءلتها ومحاسبتها، وحق الأفراد والجماعات في أن يقولوا: لا(19).
الفصل الثالث
الدراسات السابقة
البحوث التي تتحدث عن الاسباب الموضوعية لفشل تجارب العرب عموما والعرب السنة في العراق خصوصا نادرة. ولعل هذه الدراسة قد تسد بعض النقص في هذا المجال. وقد اطلعت الدراسة على بعض الدراسات التي شخصت خلل العقلية والمنظومة العربية وحاولت ان تضع بعض الحلول.
يقول . أ. وسام الصالح طالب ماجستير اقتصاد اسلامي في جامعة صباح الدين زعيم في اسطنبول في مقال له بعنوان (العرب السنة ورحلة البحث عن الكتلة الحرجة)(20) تحدث على ان أهل السنة العرب يفتقدون الكتلة الحرجة وهم يعيشون مرحلة تيه وجداني واغتراب زماني نتيجةً هول الصدمة التي خلفها الإحتلال.
وقد قسمتهم الصدمة الى فريقين احدهم يحلم أن عراق ما قبل الإحتلال سيعود.واخر خانع يبحث عن أهدافٍ قصيرةٍ ومصالح ضيقة.فلا الحالم استطاع على النهوض بواقعه المتردي ولا الخانع قادر على استرجاع حقوقه.
وورغم ان وسام الكبيسي لم يحدد خارطة الطريق لكتلته الحرجة ولا طبيعة هذه الكتلة اهي سياسية ام دينية ام اجتماعية الا انه قال أن الواقعية هي التي تفرض نفسها في نهاية الطريق اذا عمل اهل السنة على تشكيل كتلة حرجة من كل اطياف واطراف اهل السنة.
وان الخطوة الأولى في هذا الطريق تكون عبر اجتماع كل التوجهات السنية في كتلة حرجة تواصل النضال لحين اعتراف الطرف المقابل بضرورة وضع أسس جديدة للشراكة الحقيقية الكاملة. وان هذذه الكتلة ستساعدهم على المواجهة والتفاوض والتشاور مع قوى الداخل والخارج على أرضية صلبة ومن منطلق القوة والندية.
واما صادق جلال العظم فيناقش في كتابه نقد الهزيمة(21) تصورات العرب عن أنفسهم على نحو أيديولوجي بعد هزيمة الخامس من حزيران معتبراً تصورهم عن ذاتهم وعياً زائفاً غير حقيقي.ربما كما ترى جماعات الاسلام الجهادي والسياسي نفسها اليوم او كما يرى العرب السنة انفسهم اثر هزيمتهم منذ احلال العراق حتى تحرير الموصل.
ويرى العظم في كتابه نقد الهزيمة أن أسباب التخلف العربي تعود إلى الذات العربية وليس الآخر المتمثل في الغرب.ويضع العظم العقلية العربية تحت التشريح،ويحكم عليها بالتخلف، وبروح التواكل، وأنها عقلية لا تبحث في ذاتها عند حدوث الأخطاء، بل تحيل ذلك الأمر إلى الخارج، وأن هذا الخارج هو سبب المشاكل والكوارث،وتتلبسها نظرية المؤامرة عند ساعة الهزيمة.
وعوضاً عن أن تنفذ العقلية العربية إلى بيت الداء وتستأصله نصبّ اللوم علي العدو والاستعمار والغدر والحظ وكل ما يخطر لها على بال.فتهوّن بذلك على نفسها، وتحفظ ماء الوجه، وتصون المظاهر،وتراعي المشاعر، وترفع المعنويات.
ويشدد العظم على ضرورة الاعتراف بالهزيمة ويصف الاعتراف بالمسؤولية العربية عن نتائج الخامس من حزيران انه جاء متأخراً،وصيغ بلغة حذرة متحفظة مترددة، لا تتعدى مستوى التعميم الذي لا يخرق اللياقات التقليدية ولا يزعجها.
وأن النهوض العربي يحتاج استدعاء الماضي من أجل محاكمته ونقده،من أجل الانفتاح على المستقبل.وعموما فقد حرض الكتاب نحو استنهاض الروح النقدية؛من أجل مقابلة فكر الهزيمة،وإرجاع الهزيمة لأسبابها المنطقية وليست تلك المتخيلة.
اما مصطفى بن تمسك من تونس فيقول في بحثه المعنون(الديني والسياسي واشكالية الحرية)(22) فيذهب الى معضلة اخرى تتشكل من علاقة الديني بالسياسي في العقلية والمنظومة العربية.
وانه لابد من تحرير الديني من السياسي والسياسي من الديني ليتحرر معهما (العقل) العربي من الثقلين وتنحل المعضلة البنيوية العربية.وبن تمسك يريد ان يقول ان العقلية العربية مرت بمخاض ديموقراطي عسير استطاعت فيه الديموقراطية ان تؤهل العقلية العربية ضمن منظومتها.
ودليله في هذا التشخيص هو ان تغير الخارطة الجيوسياسية الكونية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر واحتلال العراق قد كشف هذه المعضلة لدى العقلية العربية وكشف كيف ادت الى تلك النتيجة.
فقد اصطدمت بعض الحركات التي تريد استعادة النموذج الاسلامي السياسي والمجتمعي العابر للتاريخ بالواقع فلجات للعنف وتحولت الى حركات جهادية.
وتكفل تغير الخارطة الجيوسياسية الكونية بتخلي بعض حركات الاسلام السياسي عن مقولاتها التعبوية التقليدية مثل “إلاسلام هو الحل” بعد أن تاكد لها أن من يريد أن تؤسلمه لم يعد يقبل النكوص للوراء بعدما تشبع طوعا وكرها بالقيم الحداثية الكونية.
اما محمد عابد الجابري في كتابه نقد العقل العربي(23) فيجيب عن سؤال الجوهري هو هل يمكن من الناحية النظرية اعادة تشكل العقل العربي السني من جديد؟والجواب بنعم على هذا السؤال جوهري في تفكيك اسس الصدام المعرفي في الثقافة العربية السنية.وهي ثقافة تسببت ليس فقط في صراع ايديولوجي بين الاطراف العربية منذ صفين الى اليوم بل في ظهور علاقة عضوية كما يقول محمد عابد الجابري بين الصدام المعرفي وبين الصراع الايديولوجي عن العرب.
والجواب بنعم على هذا السؤال جوهري ايضا لبناء علاقة جديدة بين العقلية الجديدة والمنظومة العملية القادمة للعرب السنة بعيدا عن الصراع الايديولوجي من اجل الا تتكرر ماساة السنوات الاربعة عشر الماضية,خاصة والعراق يتجه من عراق 2003 الى عراق 2017 بعد الموصل وداعش.
بنعم كبيرة يجب على هذا السؤالمحمد عابد الجابري.ويقول *يمكن تغير العقل العربي السائد الى عقل اخر ويمكن النظر الى العقل العربي باعتباره عقل فاعل يصوغ العقل السائد في فترة تاريخية محددة*.
وهذا يعني والكلام للجابري (يمكن انشاء مبادئ وقواعد عقلية جديدة تحل محل القواعد العقلية القديمة وعليه انشاء عقل سائد جديد او على الاقل تطوير وتجديد العقل السائد القديم وان يقوم العقل نفسه بنقد نفسه من خلال تعرية اسسه وتحريك فعالياته بمفاهيم واستشرافات جديدة ان اراد هذا العقل ان يقوم بنهضة اجتماعية او سياسية او دينية)(23) .
كما ان احداث انقلاب في بنية المعرفة ليست ممكنة فحسب بل ضرورية لكي ن يتجاوز العرب السنة ازمتهم.يقول ديفيد هارفي *اننا بحاجة الى مفهومات عقلية جديدة والى ثورة في تفكيرنا*
وهذا يعتمد على قرار العرب السنة وتعهدهم باجراء تغيير جذري في منظومتهم العقلية والعملية وان عليهم الاختيار.وهناك دوما خيارت في زمن الازمات. ويعتمد اختيار اي خيار على التوازن بين منضومتهم العقلية والعملية حول مايمكن ان يكون ممكننا*كتاب تحليل الخطاب السياسي ص 22*(24).
ومن هنا تاتي اهمية نقد العقل العربي السائد الديني منه والقومي والاجتماعي ومحاولة وضع صيغة جديدة بعد زلزال 2003 الى 2014 الذي نقض هذه العقلية وفتح الباب على مصراعيه لاعادة تشكيلها قبل اعادة بناء المحافظات المنقوضة.
اما ريناد منصور وهو باحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط وتتركّز أبحاثه على العراق، وإيران، والشؤون الكردية يقول في بحثه الموسوم *المأزق السنَّي في العراق *(25) والمنشور في 3 آذار٢٠١٦ان التشتت العربي السني الهيكلي بنيوي لاعلاقة لحكومة بغداد فيه.
ويضيف منصور ان سنة العراق لايشعرون بانهم سنة مما جعلهم ضحية شراك كانوا سيقعون فيها سواء بسياسات الحكومة او بدونها. يقول منصور*انه لا شيء أقلّ من حدوث تغيير حقيقي في الحكومة المركزية وتبلور قيادة موحّدة لتمثيل صوت السنّة، يمكن أن يساعد في إطلاق صحوة سنّية أخرى.
ويؤكد منصور انه ليست هناك جماعة سنّية واحدة متراصة.وعلى العكس من ذلك، تتكوّن هذه الجماعة من عدّة أطراف سياسية (بإيديولوجيات مختلفة) وشيوخ عشائر ورجال دين ورجال أعمال.وأن الجماعة السنّية في الواقع تتكوّن من عدد كبير من الممثّلين ذوي الأهداف المختلفة جداً حتى حين يزعمون أنهم يتحدّثون نيابة عن الجمهور نفسه.
ويستدل منصور على ان السنة ليسوا سنة بقوله ، انه في الانتخابات البرلمانية في العام 2014، شاركت 25 كتلة انتخابية في الاقتراع على 15 مقعداً في الأنبار وادّعت كل هذه الكتل تقريباً أنها تتحدث باسم القاعدة الشعبية السنّية نفسها، التي تمثّل الأغلبية في المحافظة.
ويضيف منصور في بحثه انه لايمكن وضع اللوم في مأزق العرب السنّة على عاتق الحكومة المركزية،فقد تبنّى ممثّلو العرب السنة خيارات استراتيجية ووقعوا في شِراكٍ زاد موقفهم الضعيف أصلاً سوءاً في العراق الجديد.
ويؤكد منصور ان العديد من الزعماء الذين برزوا وكانت لديهم فرصة لتمثيل الجماعة السنّية العراقية بعد العام 2003 ولم يُعاقبوا بسبب قانون اجتثاث البعث،لم يكونوا حريصين على المشاركة التي تعدّ جزءاً أساسياً من التمثيل.
ويستمر منصور في توصيفه لعقلية السنة فيقول (لم يقتصر الأمر على أن السنّة كانوا يفتقرون إلى هيكل قيادي واضح وحسب، بل الأهم من ذلك أنهم كانوا يفتقرون إلى الهوية الطائفية اللازمة للتعبئة السياسية الناجحة في العراق بعد العام 2003)وقد رفضوا دولة المكوّنات الجديدة،ورفضوا الفيدرالية ورفض الكثيرون استخدام كلمة “السنّة” أو “المكوّن” علناً.
ورغم ان القيادات السنّية العراقية بذلت ومنذ احتلال الموصل،جهوداً عديدة من أجل لمّ شمل مختلف القادة السياسيين السنّة بهدف إيجاد أرضية مشتركة وتشكيل جبهة موحّدة وعُقدت مؤتمرات في بغداد وأربيل وعمان والدوحة وبيروت وأماكن أخرى في المنطقة، غير أن الخلافات لاتزال تعرقل إنشاء جبهة موحّدة.
ففي مؤتمر عُقِد في بغداد، كان أكثر مالفت الأنظار إليه هو أن خلافاً دفع المشاركين إلى التراشق بالكراسي. والى جانب مسألة الوحدة، يفتقر السنّة إلى وجود أحزاب سياسية وآلية مؤسّسية جادّة لتحقيق تمثيل أوسع.
وخلال كل دورة انتخابية، تخرج الأحزاب والائتلافات الجديدة للأدعاء بأنها تتحدث باسم السنّة، لكنها تفتقر إلى الذاكرة المؤسّسية أو الأرث اللازم للمضيّ قُدُماً. ويختتم منصور بحثه فيقول ان أي أمل لعودة السنّة مجدّداً إلى الانخراط، أو إلى صحوة سنّية ثانية يتوقف على توحيد هذه الأطراف، على نحو أقرب إلى وحدة كتلة “العراقية” في العام ٢٠١٠.
واما عمر النداوي وهو محلل في الشؤون العراقية بمعهد واشنطن ومقيم في العاصمة الأمريكية فيقول في بحثه المعنون *حالة النزاع السني في العراق*(26) ان العرب السنة يفققدون المرجعية الدينية والسياسية وبتعدد الرعاة الافليميون بعكس الشيعة وانه تتقلّص الفرص المتاحة أمام القيادات السنية العربية المجزأة لتقديم رؤية موحدة عن دورها وأهدافها المستقبلية في الموصل،وفي العراق ككل وانه ان الأوان لإيلاء الأولوية للمسائل المتعلقة بالحكم والتسوية السياسية لفترة ما بعد تنظيم «داعش».
ويضيف النداوي ان التاريخ يشهد أن السنّة العرب يفتقرون إلى مرجعية دينية مركزية تتمكن من الاضطلاع بالدور عينه الذي تؤديه النجف في صفوف المسلمين الشيعة.
ويؤكد النداوي ان السنة يختلفون عن نظائرهم الشيعة أيضاً بتعدد الرعاة الإقليميين الذين يقدمون لهم الدعم المالي والسياسي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وتركيا وقطر.
وتمتلك هذه الدول مصالح مختلفة غالباً ما تكون متضاربة.ومن الضروري اكمال إشراك القادة والمجتمعات السنية العربية في العملية السياسية من أجل إحلال الاستقرار على المدى الطويل ولمنع الحركات المتطرفة من النهوض مجدداً.
وبينما تساعد مشاركة المجتمع المدني على تعزيز المصالحة على المستوى المحلي، إلا أن المصالحة السنية على المستوى الوطني تتطلب اتباع نهج الاتجاه من أعلى المستويات إلى أدناها.
ويؤكد الندواوي انه قد تضطلع رئاسة الحكومة الأمريكية بدور حاسم لتحفيز السنة على اتخاذ موقف متماسك، من خلال إشراك الدول السنية التي تتمتع بتأثير على السنّة العرب في العراق، في حوار متعدد الأطراف يهدف إلى فهم جداول أعمال كل منها وتكوين رؤية موحدة ذات أهداف واقعية.وتتجسد القضيتان الأكثر أهمية بالنسبة إلى العرب السنة بعلاقاتهم مع الحكومة المركزية ودورهم في قوات الأمن الوطني.
بالنسبة إلى الأولى، يحتاجون إلى توافق في الآراء حول ما إذا كانت إحدى الخيارات التالية كفيلة بتحقيق استقلالهم الذاتي وتطلعاتهم في الحوكمة: تطبيق الأحكام النافذة التي تقتضي اللامركزية وتفويض السلطة، أو اكتساب وضع المنطقة الفدرالية لكل من المحافظات التابعة لهم على حدة، أو تشكيل منطقة فدرالية سنية تشمل كافة المحافظات ذات الأغلبية السنية.
وتظهر هذه الخيارات الفروقات بين السعي إلى تحقيق اللامركزية الإدارية المنصوص عليها في الدستور ورفض نظام ما بعد عام 2003 واللجوء إلى التقسيم الفعلي.
ويوؤكدالندواوي ان على السنة أيضاً أن يتوافقوا في الآراء حول ما إذا كان عليهم أن يمارسوا الضغوط اللازمة لتطبيق مشروع الحرس الوطني الذي يواجه طريقاً مسدوداً للاضطلاع بدور فعال في المحافظة على أمن محافظاتهم، وإلا فسيضطروا إلى دعم التجنيد الإلزامي كوسيلة لضمان المشاركة النسبية في القوات المسلحة.
وحتى لو قدّم العرب السنّة برنامجاً موحداً للتفاوض مع حكومة العبادي، فلا يزال عليهم التعامل مع معارضة المتشددين الشيعة وإيران لتقاسم السلطة.
ويتمثل التحدي القادم في التصدي لازدواجية المعايير التي تتبعها إيران وخصومها السنة في الصراع الإقليمي. فإيران تريد سيطرة الأغلبية الشيعية في العراق على البلاد ولا تنوي إعطاء أي دور مهم للأقلية السنية.
ولعل الحل الوحيد يتمثل بمحاولة حث السعوديين والأتراك والإيرانيين على النظر إلى المنطقة من منظار محصّلة الأرباح والخسائر الذي يقوم على نظرية أن أي خسارة مرتقبة في منطقة ما قد تعوّض بفوز في أخرى. وقد توفر عملية إعادة ترتيب المصالح، وإن لم تكن مثالية، فرصة أفضل للخروج من المأزق الحالي وللتوصل إلى ميزان قوى أكثر توازناً في المنطقة.
واما مركز دراسات الحرب في واشنطن فقد تحدث في تقرير له كتبه إميلي أنانوستوس، وجيسيكا لويس ماكفيت، وجنيفر كافاريلا، وألكسندرا غوتوسكي بعنوان *الثورة السُنية في العراق وبطل السنة الجديد*(27) فيشير الى معضلة الانقسام السياسي السني في ظل سياسات التهميش الحكومي التي ادت الى حراك سلمي في 2013 وان استمرار هذه السياسات فان تحالف امريكا سيواجه تمردا سنيا قادما بعد الموصل.
يقول تقرير دراسة الحرب انه وبسبب سياسات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي التي تضمنت إجراءات طائفية همَّشت السياسيين السنة وعززت من سيطرته على الجيش العراقي في وقت انسحبت فيه القوات الأمريكية من البلاد فقد فشلت جهود الولايات المتحدة وحلفائها في محاولة دمج السنة العرب في العملية السياسية العراقية في ٢٠٠٨ وأشعلت حركة احتجاج سلمية في المناطق السنية دامت عاما كاملا بعد اعتقال حمايات وزير المالية السُني المعتدل رافع العيساوي في ديسمبر 2012.
ومن هنا فان العملية التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها لم تسعَ بعد إلى حل المشاكل السياسية التي أدت إلى الحراك السياسي السلمي، الذي شهدته المناطق السنية في 2012-2013.و سُنة العراق الذين تم تحريرهم من سيطرة داعش لن يتم إدماجهم في الحكومة بالضرورة، وسيفتح الانتصار الذي سيحققه التحالف الباب أمام نشوء فاعلين جدد في الساحة السنية سيكونون مناوئين للحكومة بالضرورة.
كما ان النزاع الداخلي لدى السنة وقد ساهم في اشعاله نوري المالكي أدى إلى تفكك التحالف السياسي السني المسمى بالقائمة العراقية.وهذا بدوره قد عرقل عملية بناء قاعدة سياسية سنية ما جعل من المستحيل إعادة توجيه الغضب السني بعيدًا عن التمرد المسلح.
وهكذا بينت الدراسات السابقة ان سبب هزيمة العرب السنة امام احداث العراق الجديد تعود لهيمنة عقليات ومنظومات مركزية مؤدلجة غير علمية تماهى عندها الديني مع السياسي فجعلها متمردة مؤمنة بالمؤامرة وتعيش في الماضي وتريد ان تهيمن على الواقع واذا واجهته عجزت عن التناغم معه فتحولت للعنف.
واحتمال استمرار تمرد العرب السنة سيبقى احتمالا واردا في الفترة القادمة ان لم يتم احتواءه ومعالجته.واذا اضيفت لهذا الاحتمال استمرار بغداد في سياسات التهميش والاقصاء المخالفة للدستور فان داعش اخرى اوقاعدة ستعشعش في ساحتهم ويبقى العراق ساحة عدم استقرار.
ولذلك لابد من انشاء مبادئ وقواعد عقلية جديدة تحل محل القواعد العقلية القديمة للعرب السنة او على الاقل تطوير وتجديد العقل السائد ليقوم بنقد نفسه من خلال تعرية اسسه وتحريك فعالياته بمفاهيم واستشرافات جديدة ان اراد هذا العقل ان يقوم بنهضة اجتماعية او سياسية او دينية للعرب ااسنة في المرحلة القادمة.
الفصل الرابع
الاطار النظري للبحث
اهمية البحث
تكمن اهمية البحث انه ياتي بعد 14 عام من تجربة فشل تاريخي للعرب السنة يعود اساسا لمعضلات بنيوية في عقلية ومنظومة العرب السنة فشلت في استيعاب تحولات اقليمية ودولية هائلة منذ 1991.
وتزاداد اهيمة البحث انه يحاول استكاف حلول لمرحلة ما بعد الموصل امام العرب السنة وهم يقفون امام احتمالات مرحلة جديدة بعد الموصل قد تدفعهم للواجهة بعد غياب او ترمي بهم الى صراع سني سني مسلح.او قد تظل المراوحة بين فريق معارض واخر مشارك.اوقد تاتي انتخابات 2018 بتحديات وفرص جديدة.
اهداف البحث
تتلخص اهداف البحث اولا في الاجابة عن اسئلته واختبار صحة فرضيته التي تقول ان هناك تحولات استراتجية حصلت في العراق في ال27 عاما الاخيرة لم يستوعبها العرب السنة بسبب عقليتهم ومنظوماتهم المركزية وبسبب فوضى علاقة الدين بالدولة عندهم.
وثانيا في اقناع العرب السنة بهذه الفرضية بعد اختبار صحتها وضرورة الاعتراف بفشل منظوماتهم وعقلياتهم المركزية والقبول بالنموذج الفيدرالي وفرز علاقة الدين بالدولة والتناغم مع البوصلة الدولية في السنوات القادمة.
منهج البحث
أخذت الدراسة بمنهج العلاقات الدولية الواقعي وهو منهج يدرس الواقع الدولي ويقوم بتحليل الأحداث وفق فكرة القوة و المصلحة وهما ميدان صراع مستمر بين الاطراف الفاعلة لزيادة القوة بالكيفية التي تمليها مصالح الاطراف.
أما أدوات هذا المنهج فهي ملاحطة واقع القوة والمصلحة وتكرار الملاحظة لتفسير الواقع وايجاد قواعد علمية يسترشد بها في فهم الواقع واستشراف المستقبل.
ومن خلال ملاحظة الواقع تم التوصل للفرضية وتم اختبار صحتها ومن هنا فهي فرضية صالحة للتفسيروالتعمبيم والتوقع(1).
وبكلمات اخرى فان العناصر ألاساسية التي يشتمل عليها الإطار النظري للدراسة هي
تحديد المشكلة بعد دراسة واقع العرب السنة
وضع فرضية لتفسيرهذه المشكلة
التحقق من صحة الفرضية
مشكلة البحث
واجه العرب السنة فرص وتحديات عراق ما بعد 2003 بطريقة تختلف تماما عن طريقة مواجهة الكورد والشيعة لها من جهة,كما انقسموا على انفسهم عموديا في طريقة التعامل مع العاومل الخمسة.
ومن خلال تعاطي الكورد والشيعة المتعدد الصفحات مع العوامل المستقلة,اصبح اقليم كوردستان الاستثناء الوحيد الجيد نسبيا (28)في معايير الامن و التنمية وحقوق الانسان مقارنة ببقية محافظات عراق 2003-2017,واصبح الشيعة يتحكمون ببقية المحافظات.
وبدل ان يتساوم العرب السنة مع شركاء الوطن سقطوا في فخ ولاية الفقيه(29) اكثر من مرة اذ وظفتهم في صراعها ضد النموذج الامريكي في ظل فوضى عوامل اللادولة وفوضى علاقة الدين بالدولة عند الشيعة والسنة.
والمقصود بفوضى علاقة الدين والدولة عند الشيعة والسنة ان النظرية الشيعية للامامة والنظرية السنية في الخلافة يتماهى عندها السياسي مع الديني في شكل نموذج سياسي يدعي الوصاية باسم الدين(30).
وهذه الفوضى في علاقة الدين بالدولة قدمت خدمة كبيرة لولاية الفقيه ان جعلت العراق ساحة صراع بين السنة والامريكان من حهة وبين السنة والشيعة عن طريق عامل القاعدة وداعش من جهة والعامل الطائفي من جهة اخرى.
فقدمت المقاومة خدمة جليلة لايران التي تسعى لرحيل القوات الامركية وقد تحققت في 2011. وافقد الصراع السني الشيعي المشاركين اي قيمة في المشاركة السياسية بدون وجود اقليم.
واصبح رموز وجمهور العرب السنة في نظر ايران ارهابيون مطاردون تحت المادة اربعة ارهاب(31).وفي نظر الاميركان ارهابيون او ارهابيون محتملون(32) لارتباطهم الفكري او العملي بعوامل القاعدة وداعش.
ومن هنا يتضح ان مشكلة العرب السنية الاساسية يكمن ان عقلياتهم ومنظوماتهم المركزية الدينية والقومية لم تكتشف اللعبة الدولية في العراق بعد 2003.وفي الوقت الذي كان عليهم فيه ان يتحالفوا مع المجتمع الدولي لمواجهة فوضى عوامل اللادولة من قاعدة او داعش او مليشيات طائفية فقدوا اتجاه البوصلة فواجهوا المجتمع الدولي فوقعوا في اسره.
وربما تدل معاقبة المالكي للصحوات التي قاتلت القاعدة بالتحالف مع الامريكان في 2007 ومعاقبته الحراك بداعش في 2013على ان هدف المالكي ومن خلفه عوامل اللادولة هو ضرب العرب السنة بالمجتمع الدولي لتنجح لعبته ومن خلفه ايران في العراق انه العرب السنة ارهابيون وان ايران حليفا للمجتمع الجولي في محافحة الارهاب.
فرضية البحث
انطلقت هذه الدراسة من فرضية تقول ان تحولا استرايتجيا قد حدث في النظام الدولي بعد تحرير الكويت.وان امرا مشابها يتكرر بعد تحرير الموصل في 2017 وسيكون لتحرير الموصل 2017 على العرب السنة اثرا مشابها ربما لاثر تحرير الكويت 1991 على كورد العراق.
فقد اسس تحالف تحرير الكويت الدولي الخطوة الاولى في بناء نموذج العراق الجديد من خلال فرض اقليم كوردستان على الارض بدعم مجلس الامن بقراره 688 في 5 نيسان 1991.
ثم قدم التحالف الدولي الثاني في 2003 دعما اخرغير محدود لاقليم كوردستان.ثم دعم التحالف الدولي الثالث بعد سقوط الموصل 2014 اقليم كوردستان ايضا ولا زال. ان عدم استيعاب العرب السنة لتحولات احداث 1991 و2003 الاستراتيجية وانعكاسها على العراق التي استفاد منها الكورد تسبب في هزيمة العرب السنة.
وان فشل الاستيعاب العربي السني يعود الى عقليات العرب السنة وعلاقاتهم وثقافتهم ومنظوماتهم المركزية الدينية واالقومية والاجتماعية والسياسية التي تعاني من فوضى علاقة الدين بالدولة وتبحث اما عن نموذج ديني مركزي تجاوزته الاحداث منذ 1920.او تبحث عن نموذج قومي علماني مركزي تجاوزته الاحداث منذ 2003.
ودون سعي العرب السنة في العراق لانهاء هذه الفوضى في علاقة الدين بالدولة والخروج من خانة الارهاب التي تواجههم ببناء نموذج فكري وعملي يتناسب مع الواقع الدولي والاقليمي والمحلي فسيفشلون مرة اخرى بعد الموصل في فرض نموذجهم.
ولفحص هذه الفرضية طرحت الدراسة مجموعة من الأسئلة وأجابت عليها.
هل وقع تحوّل استراتيجي في نموذج الحكم في العراق الجديد بعد 1991؟
وهل تحولات عراق 2017 تشبه تحولات عراق 1991؟
وهل عدم استيعاب العرب السنة لتحول 1991 الاستراتيجي كان سببا في فشلهم؟
وهل عقليات العرب ومنظوماتهم المركزية تتحمل سبب عدم استيعابهم هذا؟
وهل فوضى علاقة الدين بالدولة والحاكم بالمحكوم تتحمل مسؤولية في هذا الفشل؟
ان كان الجواب نعم فكيف سيواجه العرب السنة فرص وتحديات عراق ٢٠١؟
الفصل الخامس
اختبار الفرضية
لاختبار فرضية البحث سنعتبر المعارضين والمشاركين من العرب السنة بعد 2003فواعل غير مستقلة واجهت خمس عوامل مستقلة.
وحين نتعرض لتأثير كل عامل على العرب السنة نفترض ان كلا منهما يضرب بشكل مستقل المشاركين والمعارضين فيستجيب كل منهما لتداعيات هذا العامل او ذاك حسب منظومة وعقلية كل طرف.وقد تبين ان الاحداث لا تحدث بشكل عشوائي وانما هناك طراز محدد تجري ضمنه اشبه مايكون بما يسمى نمط السبب والنتيجة.
وقد فحصت هذه العوامل طبيعة ومواصفات العقلية والمنظومة العربية السنية.وبينت ان العرب السنة يفتقدون النموذج المنافس وان عقليتهم ومنظوماتهم انهزمت امام الواقع الدولي والمحلي بسسب مركزيتها وعيشها في الماضي وفوضى علاقة الدين والدولة عندها.
وكشفت هذه العوامل ان العرب السنة لايمكنهم الخروج من الفوضى ومواجهة القاعدة وداعش او المليشيات دون تحالف مع الولايات المتحدة وقبول بالدستور وبالنموذج الفيدرالي.
وان كان للسنة من فرصة قادمة فتكمن في ان يربطوا هويتهم بالارض كما فعل الكورد وليس باي عامل فكري او قومي او ديني عابر للحدود لانها عوامل تعد اليوم ارهابية
وهنا تفصيل للتفاعلات التي جرت بين العوامل المستقلة وغير المستقلة ومعها مناقشات في محاولة للخروج بصيغة يمكن العمل بها عليها في مرحلة ما بعد الموصل وداعش.
العوامل المستقلة
القاعدة وداعش
العامل الاميركي
العامل الكوردي
العامل الطائفي
العملية السياسية والدستور
اولا
القاعدة وداعش
القاعدة او داعش عوامل غير دولتية دينية مسلحة عابرة للحدود الوطنية.ومن الصعوبة في العلاقات الدولية تفسيرأي حدث و ظاهرة استناداً إلى دوافع أو أسباب واحدة(33).لان العلاقات الدولية في النهاية هي تفاعل بين جماعات بشرية تتداخل فيه الأسباب والدوافع الرئيسية والثانوية المباشرة وغير المباشرة.
وعندما نقرا صعود القاعدة او داعش او انحسارها بمعزل عن سياقها المحلي والاقليمي والدولي نقع في دائرة الخطا.ولذا فالحديث هنا سيكون عن القاعدة وداعش وعن الوسط الذي تتمددت به او انحسرت عنه محليا واقليميا ودوليا.
وداعش والقاعدة وفق هذه المقاربة هي فواعل فكرية وعملية من غير الدول مسلَّحة يضع نصب عينيه هدفًا سياسيًّا واضحًا.وقد شكلت محاور إقليمية متضادة ونقلت الإقليم من عالم الدولة إلى عالم اللادولة(38).
و قد نقلت القاعدة وداعش سلطة وسيادة الدول الوطنية الويستفالية جاءت بعد 1920 إلى سلطات جماعات عابرة للحدود الوطنية من جهة ومن جهة اخرى إلى جماعات وهويات فرعية طائفية محلية(36).
وفي مثل هذه الفاصلة الإقليمية التاريخية بين نظام تشكّل قبل 100 عامًا ونظام اقليمي لم يستقر بعد اتاحت الفاصلة للقاعدة وداعش بالتمدد هنا وهناك وسط فراغ جيوسياسي تسببت به هجمات 11-9 التي كسرت اسس النظام العالمي والاقليمي.
لقد كسرت هجمات وفتت اسس السياسات المحلية السائدة في الشرق الاوسط منذ نهاية الحرب العالمية الاولى.وادت بالضرورة الى استدعاء تحالفات دولية احدهها ضد القاعدة بعد هجمات 11-9 والاخر ضد داعش بعد سقوط الموصل بيد داعش في 2014.
وقد اكمل تحالف 2003 و2014 تحالف 1991 في مهمة رسم خارطة سياسية جديدة للعراق والمنطقة وجرى تنافس بين نماذج تختلف في هياكلها وجداول اعمالها ضمن عملية التنافس على نموذج عراق 2003(35).
ومن هنا تعتبر القاعدة وداعش وامثالها من التحديات الهائلة التي واجهت العرب السنة في عراق 2003 وساهمت في دخول العراق ومعه محافظات العرب السنة في مخاض صراع وتنافس عسير(34) على نموذج عراق 2003 بين نموذج القاعدة وداعش من جهة ونموذج اقليم كوردستان من جهة ثانية ونموذج المليشيات الطائفية من جهة ثالثة في وقت لم يكن للعرب السنة نموذج محدد او كيان منافس(37).
وقد انقسم العرب السنة في التعامل مع القاعدة وداعش المعادية بنموذجها للنظام الدولي.فوقفت بعض اطراف العرب السنة المعارضة للعملية السياسية مع هذا العامل.في حين لم يحسم المشاركون موقفهم منه بصورة جلية.
ورغم ان في الطرفين اسلاميون وبعثيون وقوميون وسلفيون ورموز مجتمع مستقلون وشيوخ عشائر وعلماء دين, فقد توزع العرب السنة بين معارض ومشارك لكن اغلب المعارضين يحسبون على حزب البعث فكريا او عمليا واغلب المشاركين ينتمون او يحسبون على الاخوان المسلمين فكريا او عمليا(39).
وقد تحالف او تخادم او تحاور المعارضون مع القاعدة وداعش وربما تمنوا ان تنتصر(40).في حين صمت المشاركون عن عبث القاعدة وداعش ولم يقفوا منهما موقف المعادي لهما المحارب علنا باستثناء صحوات 2007 الذين قاتلوا القاعدة بالتحالف مع بترايوس(41) بعد سقوط محافظات العرب السنة بيد القاعدة اثر تفجيرت سامراء.
ولكن تجربة قتال القاعدة اجهضت من قبل المالكي بعد انسحاب اميركا في 2011 وتم استهدف رموزها حتى جاء حراك العرب السنة في 2012 الذي استهدفه المالكي هو الاخر بداعش التي اسقطت الموصل ومعها بقية محافظات العرب السنة.
واعتبر العرب السنة حاضنة للقاعدة ثم لداعش رغم ان العرب السنة هم اكثر المتضررين منهما.وتم اعتبار اطراف العرب السنة او بعضهم من المشاركين والمعارضين ارهابيون او ارهابيون محتملون (42)او اوغير موثوقين امنيا وسياسيا في العراق الجديد.
ولم يغني هذه الاطراف ان بعض اطرافهم قد قاتلت القاعدة وداعش دون ان تتبنى قتالهم علنا ودون ان تتحالف مع التحالف الدولي ضدهم. والسبب يعود الى ان فوضى القاعدة وداعش تحتاج مع العرب السنة ان يحاربوهما بالتحالف مع المتجمع الدلي وليس ان يتفرجوا على انتصار احد الطرفين او يقفوا مع القاعدة وداعش ضد التحالف الدولي.
ومن هنا تعتبر خسارة العرب السنة مع هذا القاعدة وداعش خسارة صافية.والسبب يعود لعقليات ومنظومات العرب السنة المركزية الماضوية التي تماهى عندها الديني مع السياسي ولم تستوعب التحولات الاستراتيجية الدولية والمحلية فاصطدمت بها فانهزمت.
واصبحت محافظات العرب السنة ساحة لفوضى للقاعدة وداعش من جهة وللمليشيات من جهة ثانية وللتحالفات الدولية من جهة ثالثة.فلاحقت العرب السنة تهم الارهاب رموزا وجمهورا منذ هجمات 11-9-2001 الى تفجيرات سامراء 2006 الى سقوط الموصل 2014 حتى سُميت اربعة ارهاب باربعة سنة.
واذا كانت هذه هي معضلة العرب السنة في السنوات الاربعة عشر الماضية فان حلها يكمن في نموذج عربي عقلية ومنظومة عربية سنية فارقة تستطيع ان تكون منافسة.ولن يكون منافسا حتى تكون مستعدة لمحاربة داعش و القاعدة.
وحرب داعش والقاعدة وهي عوامل دينية مسلحة غير دولتية عابرة للحدود يقتضي التحالف مع النظام الدولي.فحرب داعش والقاعدة او حوارها مهلكة دولية مالم تكن برعاية تحالفات دولية.
وحتى يكون مستعدا لمحاربة داعش والقاعدة بالتحالف مع المجتمع الدولي فذلك يقتضي ان يقبل بالدستور وان يدافع عنه ويحارب لاجله.لان القاعدة وداعش عوامل معادية لحدود الدولة الوطنية والدستور.
والقبول بالدستوريقتضي قبول النموذج الفيدرالي الذي انطلق في العراق منذ 1991 في كوردستان بدعم التحالف الدولي.والقبول بالنموذج الفيدرالي يعني ان على العرب السنة ان يربطوا هويتهم بالارض.
وربط الهوية بالارض تعني ربطها بحدود اقليم عربي سني او جغرافي وليس باي عامل فكري او ديني او قومي عابر للحدود كما فعلت داعش والقاعدة.فذلك هو الذي جعلهم في خانة الارهاب الدولي من جهة وخانة ارهاب اربعة سنة من جهة اخرى.
ولن تكون السنوات القادمة مفروشة بالورود امام العرب السنة وان مضوا وفق خارطة الطريق الجيوسياسية لكنها ستمكنهم من ان يكون لهم نموذج قادر على المنافسة في ساحة العراق المضطربة.
ثانيا
العامل الاميركي
احتلال امريكا للعراق في 2003 ثم انسحابها منه في 2011 بعد تشكيل نموذج عراق 2003 ثم عودتها اليه في 2014 ووصول ترمب للبيت الابيض في 2017 يعتبر عامل مستقل(43) في عراق 2003-2017.
عامل مستقل ومؤثروجوهري على عقلية ومنظومة وثقافة العرب السنة المعارضين والمشاركين كما هو على غيرهم.اذ اصبح الجميع وجها لوجه امام هذا العامل الدولي الاقوى الذي يحاول تفكيك واعادة تركيب منظومة الشرق الاوسط القديم ب بمنظومة شرق وسط جديد كان اول خطواته احتلال العراق وفتح المجال لفوضى خلاقة بحل الدولة والجيش والنظام السياسي.
والفوضى الخلاقة (44) تعني رفع السلطة القمعية التي تمثلت بنظام صدام وترك المجال للعوامل الدينية والاجتماعية والسياسية العراقية ان تتصارع مع بعضها البعض او مع غيرها دون ضابط قبل ان يصار الى اعادة تشكيل العراق الجديد بنموذج سياسي انطلقت اول خطواته في 1991 باقليم كوردستان.
ومن مواصفات هذه الفوضى الخلاقة التي يعيشها العراق منذ الاحتلال ان نهايتها غير محدودة ولها ثمن باهظ ساد فيها االفوضى والعنف والخوف والامل وانكسر فيها التوازن التقليدي بين القوى المحلية والاقليمية (45)وانتقلت فيها الافكار والاحوال والعوامل غير الدولتية عبر الحدود.
وبسبب هذه الفوضى والفراغ الجيوسياسي الذي احدثه الاحتلال واختلاف اجندة دول الجوار العراقي مع بعضها البعض في مواجهة هذه التحديات لجات رغبا ورهبا للولايات المتحدة تحالفا او تنافسا في وقت انقسم فيه اطراف العرب السنة بين مقاوم معارض ومقاوم مشارك.
وقد حاولت تركيا والاردن وسفير الولايات المتحدة السابق زلماي خليل زاد جمع اطراف العرب السنة المعارضة والمشاركة والتفاهم مع الولاات المتحدة مقابل وقف العنف ولكنها فشلت (46) حتى وقعت تفجيرات سامراء وسقطت محافظات العرب السنة بيد القاعدة.
ولقد دفعت تداعيات تفجيرات سامراء وسقوط محافظات العرب السنة بيد القاعدة,بعض اطراف العرب السنة الى اول تحالف عملي مع امريكا لقتال القاعدة.وقد مثَّل هذا التحالف اول تحول استراتيجي عملي عند العرب السنة مع اميركا(47).
لكن المالكي استهدف اول تجربة تحالف عربي سني مع اميركا بقسوة غير مسبوقة بعد انسحاب امريكا في 2011.كما استهدف بنفس الوقت اغلب رموز المشاركين من العرب السنة فكان حراك 2012 الذي استهدفه المالكي بداعش بعد ان اطلقها من السجون كما يقول حسن الشمري وزير عدل المالكي في ولايته الثانية(48).
وقد فتحت عودة امريكا اثر سقوط الموصل الباب مرة اخرى لتكرار تجربة تحالف 2007 بين اميركا العرب السنة.لكن اغلب اطراف لعرب السنة التي التقت الامريكان بعد سقوط الموصل لم تكن مستعدة لتجربة ثانية بسسب ظنهم ان الامريكان اسلموهم لايران بعد الانسحاب(49).
ومع ذلك فان فرص نجاح تجربة تحالف جديدة واعدة وقد تشمل اطراف عربية سنية متعددة وتجربة حرس نينوى ربما تكون نواة لتجربة تحالف قادمة بين الاطراف العربية السنية والولايات المتحدة وحلفائها الاقليميين.
خاصة في ظل وصول ترمب للبيت الابيض وصدور تقرير اوليبرايت هادلي (50)مع وجود مسارات دولية واقليمية متعاضدة منها مجموعة مستقبل العراق برئاسة سفير اميركا السابق رايان كروكر وكلها تدفع العرب السنة للتفاههم مع الولايات المتحدة لمنع ظهور داعش والقاعدة ومنع تمرد سني قادم بسد الفراغ السياسي في محافظاتهم والتمهيد لحكم محلي فيدرالي وفق الدستور.
وتطور علاقة العرب السنة مع الويات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية يشير ربما الى رغبة امريكا في ايجاد حليف سني يقبل بنموذج عراق علماني فيدرالي.وربما كانت الولايات المتحدة راغبة بذلك منذ 2003,لكن عقليات ومنظومات العرب السنة لم تكن مستعدة لمثل هذه الخطوة(51).
وربما تركت اميركا العرب السنة لمطبخ الفوضى الخلاقة الذي انضجهم فجعلهم بعد سقوط الموصل وتحريرها اقرب للولايات المتحدة منهم لاي طرف اخر.ومن سيرفض من اطرافهم ربما سيبقى اسير ثقافته وفوضى العراق الخلاقة المستمرة في العراق الى اشعار اخر.
والملفت في تطورعلاقة العرب السنة بالولايات المتحدة خلال فوضى السنوات الاربعة عشر الماضية,وجود نموذج اقليم كوردستان حليف الولايات المتحدة وهو يصارع الفوضى الخلاقة وقد انتصر فيها فيما انهزم العرب السنة.
وانتصار نموذج اقليم كوردستان (الاميركي) ليس في منع القاعدة وداعش من العبث بمحافظاته فحسب,بل في منع المليشيات الطائفية ايضا.ومن اسباب انتصار اقليم كوردستان الاساسية هو طبيعة عقلية الكورد ومنظومتهم الفيدرالية كما في تحالفهم مع الولايات المتحدة ليس بعد 2003 بل منذ 1991.
وقد تدفع هزيمة العرب السنة امام الفوضى الخلاقة وانتصار اقليم كوردستان ان تشهد المرحلة القادمة في العراق بعد تحرير الموصل تحول استراتيجي في عقلية العرب السنة ليس نحو التحالف مع الولايات اللمتتحدة فقط ضد القاعدة وداعش والمليشيات بل ومع نموذج اقليم كوردستان ايضا وهويتجه اليوم نحو الاستفتاء الذي قد يفتح للعرب السنة بابا لمثله او للفدرلة.
وهذا الاستفتاء مع التحول الاستراتيجي في عقلية العرب السنة بالتحالف مع الولايات المتحدة ومع الكورد ان حصلوهو مرجح نسبيا من شانه ان يفتح امام العرب السنة تنفيذ المادة 119 من الدستور لتحويل محافظاتهم الى اقاليم فيدرالية سواء بالتفاوض مع بغداد او بفرض الامر فيها بالقوة كما فعل الكورد في 1991.
ورغم ان خارطة الطريق الجديدة قد تفتح فرصا امام العرب السنة ليكون لهم وجود تحت الشمس, فانها قد تفتح اماهم تحديات صعبة ايضا.فبعض اطراف العرب السنة الرافضة للفدرلة والمرتبطة بالقاعدة او داعش او الميشيات تعارض هذا التحول الاستراتيجي وقد تستهدفه كما استهدف المالكي تجربة 2007.لكن مرحلة 2017 لن تكون كما كانت مرحلة 2007 في ظل عودة الولايات المتحدة.
ثالثا
العامل الكردي
مهدت سياسات الانتداب البريطاني بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية الأرض في العراق لخلق الهوية الكردية كما مهدت الأرضية لخلق الهوية الطائفية من خلال قمع الطرفين سواء بانظمة ويست فاليا القومية التي دشنت لاحملة قمع ضد الكورد او بقانون المواطنة العراقية سنة 1924 التي قسمت العراقيين الى درجتين ا وب(52).
ومنذ بلقنة الكورد وتوزيعهم على تركيا وإيران والعراق وسوريا بعد الحرب العالمية الاولى اصبح العامل الكوردي مشكلة محلية واقليمية في القرن العشرين.ولم يعد باستطاعة هذه الدول منع تحول الاثر المحلي الى إثر اقليمي وبالعكس خصوصا بين تركيا وايران(53).
وقد سبق الكورد العرب السنة في مقاومة البوصلة الدولية.فقد قاوم محمود الحفيد في العراق والشيخ سعيد الكوردي في تركيا نموذج الانظمة الجديدة في العراق وتركيا فوجدوا انفسهم اثرا بعد عين حتى اضطرتهم لاحقا الى التناغم مع النظام الدولي والتحالف معه ضد انظمة علمانية مركزية ظهرت في 1920 في المنطقة.
ومن هنا تغيرت عقلية الكورد ومنظومتهم ودفعتهم تدريجيا نحو نموذج فيدرالية علمانية متحالفة مع الولايات المتحدة في تحالفات دولية ثلاث منذ 1991 الى 2014 ادت لنجاح النموذج الكوردي في المنافسة مع النماذج الاخرى على نموذج عراق 2003 (54).
وقد دفع التحالفا الدولي الاول بزعامة اميركا النموذج الكوردي في مواجهة نموذج النظام العلماني المركزي القومي في العراق إلى مستويات غير مسبوقة مكنته اولا من السيطرة على ثلاث محافظات بعد تحرير الكويت بفعل قرار مجلس الامن 688 في 5 نيسان 1991(55).
ثم تمكن النموذج الكوردي بفضل التحالف الدولي الثاني من تضمين حقوقه في دستور 2005.ولما رفضت بغداد في 2007 من تنتفيذ المادة 140(56),سيطر النموذج الكوردي على مناطق المادة 140 بعد سقوط الموصل في 2014.
وفي الوقت الذي يستعد اقليم كوردستان للاستفتاء في ظل خمس قواعد امركية في الاقليم هددت مليشيات الحشد الشعبي اربيل ان لم تسلم المناطق المحررة مناطق المادة 140) لبغداد(57) بعد تحرير الموصل.وقد سبقت اشارة رئيس الجمهورية الى ان المعركة بعد الموصل ستكون في كركوك تهديد المليشيات لمناطق المادة 140 (58) في الموصل.
وتهديد المليشيات يشير الى ان معادلة تحرير الموصل والاستفتاء على كركوك وجهان لعملة واحدة. فمن يملك الكلمة في الموصل ربما سيملكها في كركوك ومن يملكها في كركوك يملكها في بغداد لان كركوك سراييفو العراق وام قضاياه(59).
ويشير ايضا الى تشابه نموذج داعش والمليشيات في كون الطرفين خصوم لنموذج كوردستان باعتبارهما نماذج دينية مركزية ترفض وجود الدولة وهدفهما يخدم هدف ايران ان يبقى العراق ساحة غير مستقرة تحارب فيها خارج حدودها.
وان انتصار نموذج كوردستان في معركة الاستفتاء بعد الموصل سيمثل خسارة غير مسبوقة لنموذج المليشيات الايرانية في العراق كما هو لداعش.ومن هنا كانت ايران هي البلد الوحيد المعترض على الاستفتاء كما يقول هوشيار زيباري(60).
وعلى هذا فان استفتاء اقليم كوردستان سيفتح على العرب السنة فرصا وتحديات.خصوصا وان علاقة العرب السنة بالعامل الكوردي قد تطورت بصورة تكاد تكون متشابهة لتطور علاقتهم بالعامل الامركي.
فقد تفاوتت علاقة العرب السنة مع نموذج اقليم كوردستان خلال الاربعة عشر الماضية. فالمعارضون واغلبهم محسبون على التيار القومي العربي رفضوه كما رفضوا الدستور والعملية السياسية.
والمشاركون انقسموا الى اطراف معارضة لنموذج كوردستان ومنها جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك رغم ان خطابهم تغير تدريجيا بمرور الاربعة عشر سنة الماضية.
وفي حين وقع الحزب الاسلامي مذكرة تفاهم مع اربيل(61) في 2006 فشلت ان يكون لها اي واقع عملي يذكر, لانها وقعت ربما في وقت سقطت فيه محافظات العرب السنة بيد القاعدة بعد تفجيرت سامراء في 2006.
وقد تسبب رفض تنفيذ بغداد للمادة 140 في نهاية 2007 والمادة 119 في 2009 (62)وعدم تنفيذ اتفاقية اربيل اثر انتخابات 2010 في زعزعة علاقة بغداد باقليم كوردستان وفي تقارب العرب السنة مع الاقليم.
كما ان سقوط الموصل في 2014 واحتضان اقليم كوردستان اكثر من ثلاث ملايين نازح من العرب السنة,قد ساعد في نقض عرى التحالف الكوردي الشيعي(63) من جهة وتقارب العرب السنة مع الكورد (64)من جهة اخرى.
وشكلت كل تلك المحطات في علاقة اقليم كوردستان ببغداد من جهة وبالعرب السنة من جهة اخرى زلزال تاريخي اصاب عقلية ومنطومة العرب السنة بعد زلزال تحالفهم مع اميركا ضد القاعدة في 2007 بما جعلهم اقرب لنموذج اقليم كوردستان منهم لنموذج بغداد الطائفي.
وكما استهدفت المليشيات تجربة الصحوات في التحالف مع اميركا في قتال القاعدة,استهدفت تجربة اقليم كوردستان حين تم اطلاق داعش من السجون لتستولي على الموصل وبقية محافظات العرب السنة وتحاصر اقليم كوردستان ولكنها فشلت مع الاقليم في حين نجحت مع العرب السنة.
قد فكك هذا الزلزال عقلية جمهور ورموز العرب السنة الرافضة سابقا لاقليم كوردستان وفقه الناس لعبة مليشيات ايران والقاعدة.واصبح الناس اكثر قبولا لوجود اقليم كوردستان ولدولة كوردية ايضا(65) وكذا للنسج على منواله في المحافظات العربية السنية.
وقد يفتح الاستفتاء على استقلا اقليم كوردستان الطريق لاستفتاءات اخرى في محافظات العرب السنة(66).او قد يفتح بابا لتفعيل الدستور وتنفيذ المادة 140 والمادة 119 (67)وتلك فرصة العرب السنة الكبرى بعد الموصل لفدرلة محافظاتهم.
وقد يفتح استفتاء اقليم كوردستان حربا مع داعش والمليشيات. وقد تكون هذه فرصة للعرب السنة في مواجهة مليشيات ايران وداعش بدعم الاقليم ربما والتحالف الدولي ايضا.
وقد تؤدي هذ الحرب المجتملة الى فرض واقع جديد في محافظات العرب السنة المحاذية لاقليم كوردستان (الموصل وصلاح الدين وديالى وربما الانبار)يشبه الواقع الذي فرضه الكورد في دهوك واربيل والسليمانية بعد تحرير الكويت.
وفي ظل تشتت العرب السنة ووجود الحشد الشعبي قد تؤدي تداعيات الإستفتاء الى ان يتحول العراق الى اقليمين . اقليم كوردي يتجه نحو الاستقلال واقليم عربي يسيطر عليه الحشد الشعبي . وهنا قد ينقسم السنة الى قسمين . قسم يتجه للإنضمام الى اقليم كوردستان (المستقل) وقسم اخر سيجد نفسه تحت سيطرة الميليشيات (83)
وهكذا يتضح وبعد 27 عاما ان الاحداث قد صدقت وحققت ولم تزل بعض اهداف قرار مجلس الامن 688 في 5 نيسان 1991 الذي تضمن ان الكورد هم حجر اساس في التغييرات الديموقراطية الجارية في الشرق الاوسط.وكأن بوصلة الاحداث تقول للعرب السنة توجهوا حيث اتجهت بوصلة اقليم كوردستان.
رابعا
العامل الطائفي
ان كان نموذج عراق 1920 قد خط حدود العراق الخارجية ونموذجه العلماني القومي المركزي,فان نموذج 2003 قد خط حدود العراق الداخلية على اساس هوياته الفرعية ونموذج حكمه الفيدرالي العلماني.
فقد اسس الاحتلال البريطاني نموذجا لعراق جديد بنموذج ويستفاليا القومي على اساس هوية وطنية في 1920. لكنه زرع بذور نموذج عراق 2003 في بنيته التحتية من خلال قانون الجنسية العراقي في 1924 الذي صنف مواطنتهم على اساس المواطنة العثمانية او الإيرانية التي كانوا عليها سابقا من جهة,ومن جهة اخرى بالاهتمام بشمال العراق بطريقة تختلف عن باقي محافظات العراق(52).
وقد رسم قرار محلس الامن 688 في 5 نيسان 1991 ومجلس الحكم الانتقالي في 2003 ودستور 2005 الطريق لنموذج الحكم الجديد في العراق.وأصبح عراق 2003 بنموذجيه الطائفي المخالف للدستور في بغداد والفيدرالي الدستوري باربيل جوهر عراق 2003.
ورغم الاختلاف بين مرجعية السيستاني ومرجعية ولاية الفقيه بسبب التخادم والتصادم مع الولايات المتحدة من جهة وعدم ايمان السيستاتي بولاية الفقيه من جهة اخرى(68),فان نموذج بغداد 2003 انحاز للطائفية طائفيا بتاسيس البيت الشيعي في 2005 (69)منذ اول انتخابات برلمانية في 2005 وحتى اليوم.
وقد طغى العامل الطائفي على المشهد الامني والسياسي منذ اول حكومة برئاسة ابراهيم الجعفري في مايس 2005 حتى عهد العبادي الحالي.واذا تجاوزنا تداعيات سياسة حكومة الجعفري ووزير داخليته جبر صولاغ على سنة بغداد قبل تفجيرات سامراء فان تداعيات تفجيرات سامراء على السنة كانت اصعافا مضاعفة.
ففي ظل الصدام الاميركي الايراني في الملف النووي تفجرت سامراء فسيطرت القاعدة على محافظات العرب السنة وسيطرت المليشيات الطائفية على رصافة بغداد واجزاء مهمة من كرخها في ظل صمت مراجع النجف ورفض ابراهيم الجعفري اعلان حالة الطوارئ, حصلت مجازر طائفية بحق سنة بغداد حتى قال احمد الجلبي انه لم يبق من سنة بغداد الا 15%(70).
وقرر الامريكان الانسحاب في تقرير بيكر هاملتون (71)ودعموا خطة فرض القانون التي ادت الى مواجهة القاعدة بدعم امريكي للعشائر السنية من جهة ودعم امريكي للمالكي ليواجه جيش المهدي من جهة اخرى فانخفض تاثير العامل الطائفي ففازت العراقية ب 91مقعد على قائمة المالكي(72).
لكن العامل الطائفي طغى مرة اخرى بعد انسحاب اميركا في عهد المالكي الثاني وتكررت سيناريو تفجيرت سامراء بسيناريو سقوط الموصل بداعش فظهرت داعش وتشكل الحشد الشعبي بفتوى السيستاني واصبح جيشا موازيا للدولة كما كان جيش المهدي والقاعدة في ولاية المالكي الاولى.
وكما ادت سياسات المالكي الطائفية الى ظهور داعش فان سلوك الحشد الشعبي الطائفي سيؤدي الى ظهور داعش اخرى كما ظهرت داعش بعد القاعدة.ووجد العرب السنة انفسهم في ولاية المالكي الثانية مثلما وجدوا انفسهم في ولايته الاولى ريشة في مهب الريح العامل الطائفي.
ومن هذا العرض يتبين ان العامل الطائفي( المليشيات) وعامل القاعدة وداعش وجهان للعبة الفوضى التي وضعت العرب السنة بين المطرقة والسندان من جهة ومن جهة اخرى اكمل احدهما دور الاخر وبرروجوده في تعطيل دستور العراق العراق ونموذجه الفيدرالي.
وقد استطاع العامل الطائفي تفريق كلمة العرب السنة في العراق ومنع اي تحالف او تقارب بين الكورد والسنة اوبين الشيعة والسنة.كما اجهض تحالف الكورد والشيعة ايضا الذي نشا في 2005 بعد سنتين من ظهوره.
يقول نائب وزير الخارجية الاميركي في عهد اوباما انتوني بلينكن في مقال له بالشرق الاوسط ان* البيئة الطائفية العراقية الحالية افضل فرصة لنسخة داعش الثانية مع بحر هائل من المجندين والمؤيدين الجدد والمحتملين وهذا يعني ان وجود شيعة متطرفين يبرروجود سنة متطرفين مما يعززالنتائج الصفرية في واقع العراق(73).
وهذا يعني ان استمرار مسلسل تناغم العامل الطائفي مع عامل القاعدة وداعش منع استقرار العراق من جهة واستخدامه ساحة تحارب بها خارج ارضها دفاعا عن حدودها وجسرا يربط طهران بدمشق وبيروت ومنصة تفاوض بها المجتمع الدولي على نفوذها في الشرق الاوسط(74).
وقد ساعد العامل الطائفي في انجاز مهمته ان العرب السنة لايملكون شعورا طائفيا يجعلهم سنة حتى قيل ان السنة ليسوا سنة.كما انهم ولنفس السبب بلا مرجعية دينية موحدة كما انهم عانوا من عدم وجود او من تعدد الرعاة الاقليميون بخلاف راع اقليم واحد للشيعة ومرجعية دينية موحدة(25).
وقد فشلت عدة محاولات لجمع شتات السنة على مرجعية سياسية او دينية منذ تشكيل مجلس شوى اهل السنة والجماعة نهاية 2003 الى جبهة التوافق العراقية في 2005 الى القائمة العراقية في انتخابات 2010 مرورا بهيئة علماء المسلمين في 2003 والحراك الشعبي السني في 2012.
ورغم نجاح العامل الطائفي في السنوات الاربعة عشر الماضية وتمكنه من فرض نفسه على الساحة العراقية الا انه ترك بسلوكه الطائفي اسوا الاثر وعزل نفسه عن محيطه العربي والدولي لاستعانته بالمقدس(75).
وهذه فرصة قد توفرت في محطة تاريخية من محطات العراق الجديد قد تساعد في قطع مسلسل تناغم العامل الطائفي مع داعش والقاعدة.وهذا يكمن في عدة خطوت استراتيجية اهمها عزل ايران عن مكافحة داعش وعزل شيعة العراق عن مليشيات ايران. يضاف لها ايضا محاربة الشيعة لمليشيات ولاية الفقيه بدعم دولي ومحاربة السنة للقاعدة وداعش بدعم دولي ايضا.
هذا ما انتبه له المجتمع الدولي والاقليمي اخيرا,فكان تقرير اوليبرايت -هادلي 2016 ومجموعة مستقبل العراق 2016(76) ولقاءات مونتيرو- بروكسل2017(77) وانقرة -بغداد (78)2017.
وكل هذه المسارات الدولية والاقليمية تتحدث عن دعم لاستراتيجية حكم محلي في العراق وسوريا لقطع سلسلة فوضى تنافم تطرف داعش والقاعدة مع تطرف والعامل الطائفي التي تغذي احدهما الاخرى.
وعزل الشيعة عن ايران وايران عن داعش قد يكون ممكنا دوليا وقد كشفت احداث السنوات الاربعة عشر ان ايران المشغولة بتثبيت الهلال الشيعي اصبحت معزولة عن محيطها الاقليمي والدولي(75).
خامسا
الدستور والعملية السياسية
غابت الدولة الدينية المركزية التي جمعت العرب السنة قبل 1920 فعاشو في ظل دولة علمانية مركزية جمعتهم حتى 2003.
وحين غابت الدولة العلمانية المركزية لم تستوعب عقليات ومنظومات العرب السنة غيابها فتاهو.وفي ظل تيه العرب السنة تعددت اطرافهم وانقسمت وعاكست بوصلة احداث العراق الجديد فانهزموا.
وبدل ان يتعاطى العرب السنة مع مجلس الحكم الانتقالي(79) ودستور 2005 الفيدرالي انقسموا الى معارضين ومشاركين.معارضون رفضوه حالمين بعودة عهد ما قبل 2003 دون اي معطيات نظرية او عملية لنجاح المقاومة.اومشاركون خانعون دون اي متطلبات عملية او نظرية لنجاح المشاركة السياسية(20).
وكانت النتيجة ان اهم ثلاث محافظات عربية سنية هي الانبار والموصل وصلاح الدين فشلت في التصوت بنعم على دستور 2005 منتظرين ان تعود دولة 2003 المركزية التي سقطت. ثم فشل مؤتمر المصالحة للمعارضين برعاية الجامعة العربية في 2005.
ولم تنفذ الحكومة اتفاقاتها مع المشاركين سواء بالتوافق 2006 او بوثيقة الصلح السياسي في 2008 القانونية التي تمت التصوت عليه في البرلمان مع اتفاقية السفا الاستراتيجية في 2008 اواتفاقية اربيل 2010 اواتفاقية 2014.
و تمت مطاردة الصحوات التي قاتلت القاعدة في 2007 وضرب الحراك الشعبي 2013.وقد حاول المشاركون التوجه نحو تنفيذ المادة 119 من الدستور في 2009 فطلبت محافظات ديالى وصلاح الدين ان تتحول الى اقاليم فكانت هدفا للمالكي كما كانت الصحوات له هدفا حتى جاء حراك 2012.
قد ضم الحراك 2012 جميع اطراف العرب السنة من صحوات وحراك ومشاركين ومعارضين.ولكن عقلية الاطراف المعارضة للعملية السياسية ورغبة هيمنة كل فريق على الاخر ابطل فاعلية الحراك(23) وجعله هدفا سهلا للماكي الذي استهدفه بداعش.
وهذا يعني ان بغداد عطلت تنفيذ الدستور رغم تظاهرها بحمايته من خصومه.ولم يكن للدستور من خصم اكبر من مليشيات تحتمي بحكومة بغداد اضافة للقاعدة وداعش.ومن هنا نكتشف كم كانت عقليات العرب السنة غائبة عن الوعي في رفضها او ترددها في قبول الدستور والدفاع عنه كما فعل اقليم كوردستان.
وحين تقارن فشل العرب السنة في تعامله مع الدستوروالعملية السياسية مع نجاح العامل الطائفي والكوردي نجد ان نجاح العامل الطائفي رغم مخالفته للدستور والعملية السياسية يعود لوجود مرجعية موازية للدولة مع دعم ورعاية ايران.
واما الكورد فقد شاركوا بغداد في العملية السياسية الدستورية ومعهم اقليم يحكمونه منذ 1991 ووفق الدستور منذ 2005 ومع حليف اميركي يدعمهم. فكانوا ندا جغرافيا وسياسيا ودستوريا لبغداد استطاع ان يقاوم وينتصر بالدستور مرة وبالقوة اخرى ان خالفت بغداد الدستور.
وقد تكون مخالفة الدستور عمليا ونظريا من الاسباب التي ستؤدي الى محاصرة العامل الطائفي في المرحلة القادمة.اذ قد يفتح الاستفتاء (وهو فقرة دستورية ثالثة من فقرات المادة 140 لم تنفذها الحكومة)بابا لتفعيل الدستور بالمادة 140 والمادة 119.ووجود اربع مسارات دولية من 2015-2017تدعم تفعيل الدستوروقد تحقق الاستقرار.
لكن ذلك يعتمد على سلوك الحكومة العراقية في تحديد ان كان العراق سيخرج من مازق عدم تفعيل الدستور ومن سياسات التهميش والتطرف التي سبقت وتلت سقوط الموصل(77).
وعلى المجتمع الدولي توفير الدعم بهذا الاتجاه بما فيه عقد مؤتمر دولي لحل الازمة العراقية او الذهاب لفرض المادة 119على الارض بدعم دولي.
كما ان العملية السياسية التي قامت في 2005 قد انشطرت تحالفاتها بسقوط الموصل الى شطرين احدهما قريب من اربيل والثاني قريب من السليمانية.وربما يعتبر انشطار العملية السياسية بعد الموصل من اهم التحولات الاستراتيجية في الاربعة عشر سنة الماضية اضافة الى قتال السنة القاعدة بدعم اميركي وتقارب السنة والكورد بعد الموصل وتباعد اربيل مع سياسات بغداد.
ومن هنا يقول المالكي لوكالة سبوتبنك الروسية قبل زيارته لموسكو نهاية تموز الماضي (لقد دمرت احداث سوريا مابنيناه والاخطر تخندق الدول مع المكون السني في ظرف انشطرت به العملية السياسية)(80).
وبانشطار العملية السياسية الى شطرين قد تتجه انتخابات 2018 الى تشكيل تحالف كوردي شيعي سني مركزه اربيل واخر كوردي شيعي سني مركزه السليمانية.ووفق هذه المعادلة فقد يدفع نموذج الكورد الفيدرالي عقليات ومنظومات السنة والشيعة نحو الفدرلة ان نجح العبادي في ضبط البوصلة.وان فشل فالعراق فقد يتجه للسيناريو الاسوا(81).
وبعد اربعة عشرما من فوضى عراق 2003 استطاع الدستور ان يكون اهم معيار من معايير تقدم او تاخر النماذج المنتافسة على نموذج العراق الجديد واهم مختبر عملي لقياس عقلية ومنظومة العرب السنة والكورد والشيعة.
ففي الوقت الذي انتصر فيه الكورد على بغداد وعلى القاعدة وداعش بالدستور وفشل العرب السنة بسبب رفضهم له او ترددههم في قبوله,يقف العرب الشيعة اليوم امام تحدي الدستور والعملية السياسية قد يشابه التحدي الذي واجه العرب السنة بعد 2003.
وان كان رفض الدستور الفيدرالي احد اهم اسباب هزيمة العرب السنة في الاربعة عشر سنة الماضية فان قبوله والتوجه نحو الفدرلة والاستعداد لمحاربة القاعدة وداعش والمليشيات لاجل هذا الهدف هو الطريق للخروج من اسر فوضى داعش والمليشيات.
الفصل السادس
الاستنتاجات والتوصيات
اثبتت هزيمة العرب السنة في السنوات الاربعة عشر الماضية امام الدستور والعملية السياسية واقليم كوردستان والمليشيات والقاعدة وداعش وامريكا صحة فرضية البحث التي تقول ان سبب هزيمتهم هو في عقلياتهم ومنظوماتهم اكثر منها في اي سبب اخر واجاب عن اسئلته.
فقد انهزمت عقليات ومنظومات العرب السنة العرب المركزية القديمة التي تعاني من فوضى علاقة الدين بالدولة امام زلزال التحولات استرايتجية التي حدثت في النظام الدولي والاقليمي والمحلي منذ تحرير الكويت مرورا باحتلال العراق حتى سقوط الموصل.
ويقف العرب السنة اليوم في العراق بعد تحرير الموصل امام فرصة تاريخية مشابهة لفرصة تحرير الكويت.فرصة مشابهة في اثرها الجيوسياسي على العرب السنة لفرصة تحرير الكويت 1991 على كورد العراق.
ودون سعي العرب السنة في العراق لانهاء فوضى منظوماتهم وعقلياتهم القديمة وفوضى علاقة الدين بالدولة التي وضعتهم في خانة الارهاب محليا واقليميا ودوليا وبناء نموذج فكري وعملي يتناسب مع الواقع الدولي والاقليمي والمحلي فسينهزمون مرة اخرى بعد الموصل.
وبمقارنة هزيمة العرب السنة مع نجاح الكورد وارتباك الشيعة تتضح صورة المشهد بشكل اكبر.فقد تعرض العرب السنة والشيعة والكورد لنفس العوامل المستقلة من قاعدة وداعش او مليشيات طائفية او عامل اميركي او عملية سياسية ودستور.
لكن الكورد تعاطوا معها بطريقة تختلف تماما عن تعاطي العرب السنة والشيعة.اضافة الى ان الكورد قد دخلوا ساحة المنافسة على العراق الجديد وهم يتمتعون ب-تحالف مع الولايات المتحدة الامركيةو-نموذج حكم فيدرالي علماني مفروض على الارض منذ 1991و-نموذج سياسي من حزبين رئيسيين على الشاكلة الاميركية و-تفاهم واشنطن 1998 بعد صراع مسلح من 1993-1998و-تحالف مع التحالف الشيعي وان انتقض في 2007و-تقارب مستمر مع تركيا برعاية اميركا في 2007و-تقارب مع مجلس التعاون الخليجي يزداد يوما بعد يوم.
ومع كل تحالفاتهم ونموذجهم ومواردهم المشار اليها الا ان منافستهم للسنة والشيعة في الاربعة عشر سنة الماضية لم تكن مفروشة بالورود.ولكن نموذجهم نجح وخسر منافسوه من السنة والشيعة.
وبخلاف الكورد فان السنة والشيعة يمتلكون نفس المعضلة الفكرية والعملية.وان سبق السنة الشيعة في الفشل فان الشيعة على اثرهم ماضون.ولو قارنا بنية الكورد العقلية والعملية مع بنية العرب السنة والشيعة يتضح ان نجاح الكورد لاعلاقة له باكثرية يزعمها السنةويدعيها الشيعة.
فالكورد وهم 20% من سكان العراق قد نجحوا مقابل فشل العرب السنة والشيعة الذين يشكل كل منهم ضعف نسبتهم من السكان,دليل ان النجاج لايعتمد على الكثرة والقلة بقدر اعتماده على النموذج القادر على المنافسة اضافة للتحالفات والموارد في ظل التحولات الدولية الكبرى بعد 1991.
كما اثبتت الفرضية المشار اليها ان نجاح نموذج اقليم كوردستان هو حجر اساس لنجاح نموذج العراق الفيدرالي الجديد.وان نجاح نموذج الكورد يؤهله ربما لفدرلة عقليات ومنظومات العرب السنة والشيعة في السنوات القادمة سواء من خلال العملية السياسية او من خلال فرض الامر الواقع على الارض او بالاثنين معا.
وخذ مثلا ان الكورد سموا عام 1991 و2003 و2017 اعوام تحرير في حين سمى العرب السنة عام 2003 يوم احتلال اسود وسماه العرب الشيعة يوم تحرير.وهاهم الشيعة و بعد 14 عام قد دخلوا في خلاف مع السنة والكورد وانقرة والرياض والتحالف الدولي.
ومواجهة الشيعة العرب لتحديات وفرص 2017 بفصائل مسلحة دينية مركزية مرتبطة بولاية الفقيه وهم معزولون دوليا واقليميا تكاد تشبه الطريقة التي واجه بها العرب السنة فرص وتحديات 2003 شبرا بشبر.
ولو قُدر للعرب السنة الاستفادة من دروس الاربعة عشر سنة الماضية وواجهوا تحديات السنوات القادمة بطريقة تشبه طريقة الكورد فان شيعة العراق العرب قد يدخلون عهد الفوضى الذي دخله السنة العرب في 2003.
وان اعادة تشكيل عقليات العرب السنة بات حجر اساس وضرورة واقعية لتجاوز الازمة العربية السنية الكبرى من جهة ومن جهة اخرى لمواجهة تحديات وفرص السنوات القادمة التي لن تكون مفروشة بالورد كما كانت سنوات الكورد السابقة تماما.
واساس هذه الصيغة الجديدة يتمثل في ادراك العرب السنة للتحولات الاستراتيجية في النظام الدولي الجديد بزعامة الولايات المتحدة الاميركية التي يعايشونها دورها الجوهري في بلادهم منذ 1991.
وان يتحول هذا الادراك الى ارادة تتجسد فكريا وعمليا بعدم مصادمة الواقع الدولي اولا. وثانيا في ربط هوية العرب القومية والدينية بالارض وليس باي عامل فكري او قومي او ديني عابر للحدود فهذا يعد ارهابا.
وثالثا في القبول بالنموذج الفيدرالي العلماني والتحالف مع النظام الدولي في محاربة العوامل العابرة للحدود الوطنية المتمثلة بداعش او المليشيات.ورابعا في الاصرارعلى تنفيذ الدستور وعدم السماح لبغداد بتجاوزه ولهم في نموذج اقليم كوردستان اسوة.
المصادر
1-احمد وهبان- مناهج دراسة العلاقات الدولية- مادة /مقدمة في العلاقات الدولية (245)
2-ياسر الزعاترة-العرب السنة في العراق- المخاوف والتحديات-3-10-2004-موقع الجزيرة
3- رائد الحامد -الأضواء العشرة على الفصائل المسلحة في العراق-مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية-
4- عز الدين العلام،الاداب السلطانية،دراسة في بنية وثوابت النظام الخطابي السياسي،سلسلة عالم المعرفة،عدد324،شباط 2006،المطابع الدولية،الكويت ،صفحة 206
5-محمد عابد الجابري- نقد العقل العربي-تكوين العقل العربي-ص46-مركز دراسات الوحدة العربية-الطبعة العاشرة-2009
6-محمد عابد الجابري-نقد العقل العربي-تكوين العقل العربي-ص296-مركز دراسات الوحدة العربية-الطبعة العاشرة-2009
7- ريتشارد أرميتاج نائب ىوزيرالخـارجيةالامريكيةالسابق-(العراق والجوارالعربي –حسابات التوازن،وخصوصیةالتفاعل،شروط الاندماج العراقي والجوارالعربي-م.م. آمال وھاب عبدالله كليةالعلوم السياسية،جامعةالمستنصرية.
8- كولن باول وزيرالخارجية الأسبق-مشروع الشرق الاوسط الكبير واثره على النظام الاقليمي العربي راءةفي مواقف الدول العربية من العراق-ص71
9- د.عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء تصوير النازلة وأثره في بيان حكمها-ص 20
10-عمار بنحمودة-كيف تجفّ منابع الإرهاب؟قسم: الدراسات الدينية-مؤمنون بلا حدود
11-الرئيس بارزانى: لا بد من صياغة عراق جديد-حوار رئيس إقليم كوردستان مع صحيفة الحياة-08/02/2015-http://www.presidency.krd/arabic/articledisplay.aspx?id=ohMDlctx+n8 =
12- رائد الحامد -الأضواء العشرة على الفصائل المسلحة في العراق-مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية-
13 -ريناد منصور-المأزق السنَّي في العراق-مركز كارنيغي للشرق الاوسط-دراسة 03 آذار/مارس2016
14-وحدة الدراسات العراقية-المليشيات المسلحة واستقرار العراق-مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
15-عمار بنحمودة كيف تجفّ منابع الإرهاب؟-قسم: الدراسات الدينية-مؤمون بلا حدود
16-واقع الانتخابات في العراق -مهند العزاوي- 2014-ص 6
17- د عمر عوض الله-النظام الفدرالي في النهاية تسوية سياسية
18-أنس محمد الطراونة -ظاهرة التطرف والإرهاب مابين الفكر والفعل-الأردن –عمّان :المركز الديمقراطى العربى-
19-جاد الكريم الجباعي -إصلاح الدين أم إصلاح السياسة-قسم: الدين وقضايا المجتمع الراهنة-مؤمون بلا حدود
20-العرب السنة ورحلة البحث-وسام صالح ج1-2-القا دسية-
21-صادق جلال العظم -النقد الذاتي بعد الهزيمة -دار الطليعة- 1972 ص69 إلى ص 92
22-مصطفى بن تمسك -الديني والسياسي وإشكالية الحرية: قراءة في تحولات الإسلام السياسي الراهن- مؤمون بلا حدود للبحوث والدراسات- ص20
23- محمد عابد الجابري-نقد العقل العربي-تكوين العقل العربي-مركز دراسات الوحدة العربية-الطبعة العاشرة-2009- ص16
24-ايزبيلا بيركلاو ونورمان فيركانو-2016-تحليل الخطاب السياسي- نقله للعربية- دعبدالفتاح عمورة- دار الفرقد-دمشق ص 22
25- ريناد منصور-المأزق السنَّي في العراق-معهد كارنيغي
26- عمر النداوي-*حالة النزاع السني في العراق-معهد واشنطن
27-إميلي أنانوستوس، وجيسيكا لويس ماكفيت،وجنيفر كافاريلا، وألكسندرا غوتوسكي-مركز دراسات الحرب -الثورة السُنية في العراق وبطل السنة الجديد(http://iswresearch.blogspot.com.tr/2016/11/anticipating-iraqs-next-sunni-insurgency.html )
28- موقع الجزيرة اون لاين -إقليم كردستان العراق-5-7-2014
29- مجاهد الطائي -هل سينتهي وضع السُنة والإرهاب في خانة واحدة؟ 26 مارس 2016- نون بوست
30-محمد عبده أبو العلا-ألاصولية إلاسالامية بين الدعوة الدينية والايديولوجيا السياسية-ملف الدولة والدين في الفكر العربي المعاصر-مؤمنون بلا حدود- ص 27
31- علي عبد السادة -العراق: 4 ارهاب محور الازمة Al-Monitor-http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2013/01/irp-terrorism-sadah-w-arabic-version.html
32-رائد الحامد -الأضواء العشرة على الفصائل المسلحة في العراق -مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية-
33-عمر عبد الستار محمود -أثر النظام الدولي والإقليمي على تمدد داعش أو انحسارها – 12 يناير 2015-نون بوست
34-Keyman, E. Fuat. N.D. “Turkey in a Globalizing World: A Case of Pivotal State/Alternative Modernity”. Koc University, Istanbul,Turkey,page.1
35- Elik, Suleyman. 2008. “Testing the capacities of middle power relations in international politics: The Case of Turkey and Iran”. Durhan theses, Durham University, Durham Page.79-465 E-Theses Online:http://etheses.dur.ac.uk/2506
35-Kategorie, B. 2012. “What is meant by the ‘Westphallian System’- And has it ever
Existed?” Brighton, UK,page. 1
36- Sigmarsson, Daei. 2008 “Globalization vs. State Sovereignty: Constitutional Rights in a Crisis? Page.4
37- من يتحدّث باسم الإسلام السُّنِّيّ؟أسامة أبو ارشيد٠ العربي الجديد- 10 مارس 2017
38-Charountaki, Marianna. 2012.” Turkish Foreign Policy and the Kurdistan Regional Government” Perceptions, vol. 4, Pp.19
39 – ياسر الزعاترة -العرب السنة أيتام السياسة في العراق – ٢٠١٦http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions
40-س ن ن- عزة الدوري يشكر القاعدة وداعش:تحرير بغداد قاب قوسين والسرطان الإيراني سيسقط-
41- وائل عصام-فصل المقال ما بين داعش والبعث من علاقة واتصال-
42- علي عبد السادة -العراق: 4 ارهاب محور الازمة – Al-Monitor- http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2013/01/irp-terrorism-sadah-w-arabic-version.html
43- د. أحمد إبراهيم خضر-الفروق بين المتغير المستقل والمتغير التابع والمتغير الوسيط- http://www.alukah.net/web/khedr/0/53865/#ixzz4npkqALFi
44- Salem, Paul. 2008 “The Middle East: Eolution of a Broken Regional Order”. Carnegie Papers, No. 9 Page. 17-20
45- عمر عبد الستار محمود -أثر النظام الدولي والإقليمي على تمدد داعش أو انحسارها – 12 يناير 2015-نون بوست
46-عريب الرنتاوي-هل يصبح الوجود الأمريكي في العراق مطلبا للعرب السنة؟ http://www.alqudscenter.org/oraib/arabic/article
47- حسن أبو هنية-الصحوات. التحالف..وتنظيم الدولة الإسلامية
48-وزير العدل العراقي -حسن الشمري:يذكر سبب تسهيل حكومة المالكي لهروب قيادات داعش من سجون العراق- https://www.youtube.com/watch?v=hVNFZSjnR1A
49- – ريناد منصور-*المأزق السنَّي في العراق-http://carnegie-mec.org/2016/03/03/ar-pub-62945).
50- تقرير اوليبرايت هادلي-ملخص تنفيذي-
http://mest.atlanticcouncil.org/ar/final-report
51-مايكل إيسنشتاد وجيفري وايت-تقييم التمرد العربي السني- مركز الكاشف للمتابعة و الدراسات الاستراتيجية-كانون الأول – ٢٠٠٥- معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى-http://alkashif.org/html/11/37.pdf
52- Ezgi, Defne, N.D. “Chapter 6: Empirical Analysis: A Comparative Case Study: Kurdish Secessionism in Iraq and Turkey” New York University Abu Dhabi Page.2
53-عمر ستار-استفتاء كردستان العراق-أزمة متعدّدة الوجوه -Al-Monitor
54-Hanelt, Christian-Peter . , Luciani, Giacomo., and Neugart, Felix 2004.”Regime Change in Iraq: The Translantic Region Dimesions” Bertelsmann Foundation Center for Applied Policy Research, University of Munich Page.50
55- قرار مجلس الأمن الدولي رقم 688 الصادر في 5 أبريل/ نيسان 1991
56- الدكتور محمد احسان:ان لم تنفذ المادة (140) فسيعطل الدستور- 2006| KRG
57- حركة عصائب اهل الحق تدعو البيشمركة الى الانسحاب من الموصل-http://taghribnews.com/vdceex8wwjh8pvi.dbbj.html
58- الرئيس العراقي فواد معصوم- لـ«عكاظ»: الملك سلمان يقــود تطوير السعودية ويركز على الشباب
59- Singh, K. Gajendra. 2004. Turkey and amp, the great game in the north of Iraq, page 1
60-هوشيار زيباري وزير المالية السابق–لم يعترض احد على الاستفتاء سوى ايران- http://www.thebaghdadpost.com/ar/story/39983/
61-مذكرة التفاهم الموقعة بين الحزب الاسلامي والحزبين الكورديين في مصيف دوكان – الصفحة 2 – المنتدى العراقي- http://www.iraqiforum.net/vb/t797-2.html
62-عامر الكبيسي -الأقاليم والدولة الموازية في العراق-ساسة بوست- 15 مارس,2015
63-كتابات-محللون:التحالف الشيعي انتهى 26 حزيران/يونيو 2016
64-مكي نزال -سياسة الكرد-انضباط في جو الفوضى-
65- زارا صالح-إقامة دولة كوردية مصلحة عربية قبل أن تكون دولية- http://elaph.com/Web/opinion/2015/4/1002343.html
66- الحكيم: استفتاء كردستان قد يفتح باب الإنفصال أمام محافظات أخرى -المسلة-http://almasalah.com/ar/news
67- بلال وهاب و ريبوار كريم محمود-استفتاء كردي: فوائد غير متوقعة -معهد واشنطن-المرصد السياسي 2798- 3 أيار/مايو 2017
68- يوسف محسن -سياسات السيستاني أو الصراع على تأويل الدولة الوطنية العراقية-2011-09-26-http://www.madarik.net/News_Details.php?ID=203
69-البيت السياسي الشيعي-هشام الهاشمي-http://www.huffpostarabi.com/hisham-alhashemi/post_14891_b_16466708.html
70 –وكالة يقين للانباء-التغيير الديموغرافي في العراق بعد 2003.. واقع مزر وأفق معتم-
71-موسوعة الرشيد-تقــريرمجموعة دراسة العراق-جيمس بيكر & لي هاملتون- http://www.alrashead.net/index.php?prevn&id=131&typen=5
72-عبد الخالق حسين-عملية صولة الفرسان.. اختبار للمالكي والجيش العراقي
73-أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي -قصة «داعش» لم تنته بعد- الشرق الاوسط – 12 يوليو 2017 مـ رقم العدد [14106]-https://aawsat.com/home/article
74- رمزي مارديني-المليشيات الشيعية في العراق مشكلة أكثر صعوبة-مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط-http://www.achariricenter.org/shiaa-militia-in-iraq
75-علي الامين -المقدس لمواجهة المآزق العقلية القاتلة للهلال الإيراني -العرب-2017/06/20، العدد:10669،ص(8)-http://www.alarab.co.uk/article
76- الرئيس السفير ريان كروكر-المدير التنفيذي د. نسيبة يونس -تقرير مجموعة عمل مستقبل العراق-تحقيق استقرار طويل المدى لضمان هزيمة داعش –
http://www.publications.atlanticcouncil.org/wp-content/uploads/2017/05
77- النجيفي: اللقاءات التي سبقت مؤتمر سنّة العراق كانت تمهيدا له-http://www.nrttv.com/AR/Detail.aspx?Jimare=51050
78- ياسين مجيد -مؤتمر أنقرة العراقي: الأبعاد والأهداف –
79-مجلس الحكم الانتقالي-http://www.alyaum.com/article/1093343
80- سبوتنيك: المالكي يكشف حقيقة تحرير الموصل ودور روسيا في منع المنطقة من الانهيار-https://arabic.sputniknews.com/interview/20170721
81- بترايوس يحذر من حرب اهلية في العراق بعد انهاء داعش-http://www.skypressiq.net/2016/08/1 8
82-عالم الانتروبولوجيا الفرنسي الأميركي سكوت اتران -الحل الوحيد لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو ثورة سنية مضادة- http://www.mc-doualiya.com/articles/20160515
83- Ali mamouri, Arab sunni areas of iraq see demands to join kurdistan region,ALMONITOR,2017,http://www.al-monitor.com/pulse/en/originals/2017/07/kurdistan-mosul-nineveh-sunni-arab-shiite-sectarianism.amp.html
الكاتب د.عمر عبدالستار محمود